بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المسلمون في سوريا، النظام يمكر للإيقاع بين الجيش والشعب فلا تمكّنوه،
والخلافة هي طريقكم لحقن دمائكم وحفظ حقوقكم
اخترع النظام السوري سيناريو يقوم على وجود مندسين دخلاء مدفوعين من جهات خارجية يقومون بإطلاق النار عشوائياً بهدف إيجاد شرخ بين الجيش والشعب (بيان وزارة الداخلية في 9/4 في الحكومة السابقة)، ووجود تمرد مسلح تقوم به مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية تحت شعار الجهاد مطالبين بإقامة إمارات إسلامية ووصفهم بـ"الإرهابيين" (بيان وزارة الداخلية في 18/4 في الحكومة الجديدة)... وبناء على هذا السيناريو المفبرك والمكشوف قام النظام السوري بمجزرة جديدة في درعا في 25/4 في تطور يوحي بإرادة استعمال الحسم العسكري والأمني في مناطق الاحتجاجات، منطقة منطقة، واستعمال القوة المفرطة ليكسر إرادة الشعب في مواجهته. فتحتَ ستار أن هناك مجموعات سلفية تنوي الشروع في إعلان إمارة إسلامية، وبإيعاز من النظام السوري صدر بيان عسكري يذكر فيه أنه «استجابةً لاستغاثات المواطنين والأهالي في درعا ومناشدتهم القوات المسلحة ضرورة التدخل ووضع حد لعمليات القتل والتخريب والترويع التي تمارسها المجموعات الإرهابية المتطرفة، قامت وحدات الجيش بالدخول صباح اليوم [الاثنين 25/4] إلى مدينة درعا لإعادة الهدوء والأمن والحياة الطبيعية إلى المواطنين». أما عن كيفية إعادة الحياة إلى طبيعتها فقد تم قطع الكهرباء والاتصالات عن البلدة لعزلها والتعمية على ما تنوي القوى الأمنية القمعية ارتكابه من مجازر. وبالفعل فقد قامت هذه القوى الأمنية بإطلاق النار عشوائياً وضرب خزانات المياه وقتل العشرات وجرح أضعافهم واعتقال المئات للتحقيق معهم وانتزاع المعلومات منهم للقضاء على رؤوس الاحتجاجات.
إن هذا السيناريو يكشف خطة النظام السوري في الإيقاع بين الجيش والشعب ونية استخدام الجيش إلى جانبه في مواجهة الشعب بحجة القضاء على (الإرهاب)، ويتعزز هذا الاتجاه لدى هذا النظام بقوله عن المظاهرات الحاشدة إنهم قلة مأجورة ليبيح لنفسه وأمام المجتمع الدولي قتلهم من غير رحمة.
إن ما ادّعاه النظام السوري محض اختلاق، (مثل هذا التضليل درج عليه الأب). وليس هذا بغريب عليه، وهو مكشوف العورة حتى من ورقة التوت، ولا يسير معه إلا ضعاف النفوس من الوصوليين، فليس هناك من مندسين ولا تمردٍّ مسلح ولا جهات (إرهابية)، بل متظاهرون فيهم المستضعفون من الرجال والنساء والولدان الذين لا يملكون حيلةً أمام جبروت هذا النظام سوى مواجهته وهم عزل وليس العكس، وهذا ما تثبته وقائع الأحداث اليومية.
وإننا أمام خطة النظام الخبيثة ومخططه القذر من الإيقاع بين أبناء الأمة وإخوتهم وأبنائهم من الجيش نتوجه إلى الجيش (ضباطاً وأفراداً) مخلصين لله سبحانه وتعالى بالقول:
إن النظام السوري هو قبل كل شيء عدو لله ولرسوله وللمؤمنين، وإنه يريد أن يتخذكم أداةً له لقمع أهلكم وإخوتكم من الشعب السوري المؤمن.
إنه لا يجوز شرعاً إطاعة أوامر النظام في قتل المسلمين فهذه معصية كبيرة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» (رواه الدارقطني).
إن النظام السوري هو الذي يأمر بقتل ضباط الجيش وأفراده وليس الناس. وما آثار التعذيب التي تظهر على بعض الجثث إلا أكبر إشارة إلى أن سبب قتلهم هو عدم انصياعهم لأوامره في قتل الناس، وهذا على عكس ما يصوره النظام.
إن النظام درج على إبعاد الجيش (ضباطاً وأفراداً) عن أهاليهم ليسهل عليهم تنفيذ أوامره. وهنا عليهم أن يعلموا أنما يقتلون بهذه الخطة الماكرة أهالي بعضهم.
إن النظام يريد السلام مع يهود، وكثيراً ما صرّح الأسد (الوالد والولد) أن السلام مع (إسرائيل) «خيار استراتيجي» وأنهما يريدان «سلام الشجعان»؛ لذلك فإن تبجّح النظام أنه نظام ممانعة ومقاومة دجلٌ لا قيمة له.
إن النظام ما خاض بجيشه حرباً واحدةً تجعل له شرف استرداد أرض فلسطين فضلاً عن الجولان الذي يرتع فيه شذاذ الآفاق من يهود ويقيمون عليه منتجعاتهم، بل على العكس من ذلك فإنه استعمله في حروب خارجية في لبنان وفي العراق لمصلحة أسياده في الولايات المتحدة الأميركية، ويستعمله الآن في الداخل ليقتل أهله تحت حجة "مكافحة الإرهاب".
إن النظام قد أضعف الجيش وأضعف تسليحه وأنشأ منه القوات الخاصة والحرس الجمهوري (منها الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد)، وشكّل منهما قوة ضاربة لحماية النظام من أي محاولة انقلابية لاستلام الحكم قد يقوم بها الجيش نفسه. ونشر الأجهزة الأمنية القمعية لإحصاء أنفاسه تماماً كما يحصي أنفاس الناس.
ليس المطلوب من الجيش (ضباطاً وأفراداً) الفرار وعصيان الأوامر هكذا لمجرد العصيان، وبالتالي تعريض أنفسهم للقتل، بل عليهم تدبير عمل مخلص لله تعالى ولرسوله وللمؤمنين يقوم به ضباط مخلصون لله تعالى ولرسوله وللمؤمنين يأخذون به السلطة ويسلمونها للثلة المؤمنة المخلصة الواعية لكي تقيم خلافةً راشدةً تحكم بالإسلام وتعلن الجهاد وتضم بلاد المسلمين إلى بعضها.
وفي المقابل، فإن على المسلمين أن يعلموا أنه لا يجوز استخدام السلاح ضد الجيش السوري، (ضباطاً وأفراداً) لأنهم آباء وأبناء وإخوة وأعمام وأخوال لهم، ولأنهم بهذا ينفذون خطة النظام باستمالة الجيش إلى جانبه، بل عليهم أن يعملوا هم على استمالتهم إلى جانبهم وأن يجعلوه قوةً لهم، فعند الجيش ألف سبب وسبب للتمرد على النظام وألف سبب وسبب ليقف مع أهله. وعليهم أن يعلموا أنهم بضربهم للجيش يتخلون عن امتلاكهم للقوة التي تعينهم في تغيير هذا النظام البائس، وفي الوقت نفسه يقعون في المصيدة التي دبرها النظام للإيقاع بين الجهتين، وكذلك على المسلمين أن يوصوا، بل أن يأمروا أبناءهم وإخوتهم وآباءهم من عناصر الجيش أن لا ينصاعوا لأوامر النظام بقتل المسلمين لأن هذا من أكبر الكبائر ويستحقون عليه غضب الله تعالى عليهم في الدنيا والآخرة.
أيها المسلمون والضباط في سوريا
إن النظام السوري لا يملك لكم إلا المكر والإجرام، وهو قد أجمع أمره على إخضاعكم، فلا تمكنوه من ذلك، وليس إلا الإسلام هو الذي يعصم دماء المسلمين وغير المسلمين في سوريا، تماماً كما عصمها من قبل حين وقف نصارى حمص أيام خالد بن الوليد مع جيوش المسلمين ضد جيوش الروم التي كانت على نفس دينهم. وبلاد الشام مباركة بكتاب الله سبحانه وتعالى، وموعودة بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبالإسلام يجب أن يعصم الجيش والناس دماء بعضهم بعضاً، وبالإسلام يجب أن يواجه الناسُ النظامَ، وبالإسلام يجب أن ينصر أهل القوة من الجيش الفئة المخلصة التي تعمل لإقامة دار الإسلام بإقامة الخلافة الراشدة.
أيها المسلمون والضباط في سوريا
إن سوريا بلد إسلامي، ولا يليق به إلا الإسلام، فلتحزموا أمركم على إرضاء الله سبحانه وتعالى بنصرة دينه، وليعلم الجميع أن لا حل جذرياً إلا بما يدعوهم إليه حزب التحرير، فهذه هي الدعوة الصادقة التي تحتاج إلى عزائم صادقة ونفوس صافية على الإسلام...
إلى هذا يدعوكم حزب التحرير مخلصاً لله دينه مذكّراً إياكم بقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}.
23 من جمادى الأولى 1432
الموافق 2011/04/26م حزب التحرير
ولاية سوريا